Description
الحان نسبية اينشتاين
د. عبداللطيف الصديقي
ذلك العبقري الكوني الذي يتحرك الكون كله في دهاليز مخه وقبضة قوانينه، ذلك الإنسان الذي كأنما اعتقل في مجاهل رأسه جميع عبقريات الآلهة، الذي فسّر بكلماته القليلة الرهيبة الآلهة العريقة التي كانت تحكم الكون بالمشيئة والهوى، حولها إلى قوانين رياضياتية وعلمية عاجزة عن أن تفعل بالحب أو المشيئة، هكذا وصف لنا المفكر الراحل عبد الله القصيمي ألبرت آينشتاين في كتابه الموسوم (هذا الكـون ما ضميره)، كان لدى آينشتاین ولع شديد لمعرفة الأشياء وإحداها معرفة الطبيعة والحقائق التي تقع وراءها: "لا أريد أن أعيش إذ لم أنجز عملي"، هكذا كتب آينشتاين إلى صديقه الحميم مايكل بيسو وهو الذي يؤكد على أنه باع نفسه جسماً وروحاً إلى العلم، ولم يندم على ذلك قط، فالبحث إذن حياته ولهذا كرّس جل وقته للبحث في الفيزياء وليس إلى شيئ آخر، والموسيقى من جانب آخر ولع وهيام عند صاحبنا وليست للتسلية كما يعتقد بل للبحث عن حلول لمشاكله العلمية، وعندما خانته أنامله على العزف على آلة الكمان في سن متأخرة وضعها على آلة البيانو اعتقاداً منه المضي قدماً في عالمه الروحي وقال ذات مرة: إن لم أكن فيزيائياً لكنت موسيقياً