Description
ناديتك باسمي
"هنا وجه أخر للحُب، وثوبٌ أبهى للحياة، وثورة تُقام أولاً وأخيراً على الذات." هكذا تبدأ الكاتبة والشاعرة اللبنانية ندى غريب مُقدمة كتابها "نَاديتُك باسمي" - كتاب شعر وخواطر صادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون. وكأن للكاتبة قضية ذات وإنسان، ومشروع محبة وفكر ثائر وقلب خيالي يؤمن بما لا نراه لكن نشعُر به ونمضي نحوه. في حين تجدها عاشقة مُتيمة حالمة تصف لنا بصمت مشاعرها، أعمق وأرقى حالات الحُب والتوحد الروحي مع الحبيب، كما في قصيدة "إمتنان" حيثُ تقول: "ترتدي فستان اشتراه لها / في عيد الحب / وتضع في شعرها وردة / تُسلمه ورقة مكتوب عليها: "أهديك نفسي" يسألها لماذا؟ / تقول: هدية امتنان". وساعة تجدها ثائرة من أجل وطن كما في قصيدة "إحذر" وكأنها تُغني مُهددة ومستعدة لمواجهة الموت بقلبٍ من حديد وعزيمة لا تنكسر، فتبوح: "احذر من خطري أين يكون / في قلبِ طفلٍ أو مسجون / ولدتُ بآبٍ أو كانون / احذر...". أما في قصيدتها التي تحمل عنوان الكِتاب، فهي تؤكد أن وجع الإنسانية واحد وأننا ألمنا - "ما هو الا شرخٌ، لجرحٍ قديم / قِدم الأبجدية وقِدم القارات..." وتُشير الى أهمية الشعور بالأخر الذي نصنفه تحت خانة غريب أو عدو فتقول: "أخبريه أن تجاهلهم لوجودنا / لا يُلغي المشكلة / بل يزيد من تضخم الورم / وتفشيه في كامل الجسد / وفي تراب الأرض / - التراب يزحف كما الدم - / كُلما دارت بنا قوانين السماء والزمان". من خلال كلماتها ترسم الكاتبة صورة لقلب الإنسان بكل ما يحويه من مُعاناة وحزن وخيبة وتحديات يمر بها ليعرف نفسه ويعلو بأحزانه الى ما هو أرقى وأجمل، الى الفرح والسلام الداخلي. في قصائدها تُبارك المأسي وتُقبل يد العذاب وتُصادق الحُزن وتشكرهم على مرورهم في حياتها فلولاهم لما تطهرت نفسها ولانَ قلبها وأصبحت حياتها إنعكاس صافي لما تريد أن تحققه ليضيف جمالاً وسحراً الى العالم. من عوالم الوحدة نقرأ: "وأحياناً نصمت / لعمق الخيبة / ونذهب بعيداً الى وحدة / دائرية الشكل / بابها يأتي من السقف / متى وطأتها أقدامنا / لا شيء يساعدنا على الصعود مجدداً / سوى إيماننا / أننا نستحق الأفضل." على خطٍ أخر يطغى الحُب المجنون على أكثر من قصيدة وتُظهر مدى معرفة المرأة لكيان الرجُل وقدرتها على احتوائه. وبالمقابل يعلم جيداً ذلك الرجل نوع الأفكار التي تنهش عقل المرأة فتجعلها تسقط في فخ أوهامها وتُشعلها غيرة وغضب، فيحاول تذكيرها بمدى حبه ووفائه لها ولا يتأخر كيلهما عن التعبير عن مشاعر الامتنان لبعضهما البعض. تتمثل هذه المشاعر في قصائد مثل: "المرأة الوحشية التي أعشق"، "امتنان"، "ثُلاثية الحُب" و"الطفل الرجُل". يحوي الكتاب على خواطر مجموعة تحت عناوين رئيسية، أبرزها: "لا بد من الرحيل"، "وجوه الوحدة"، "ملاكٌ بهيئة مجنون" و"كوكب من حُب". من خلالها تنثرُ الكاتبة زهورها من حدائق الفكر والقلب والنفس والروح والجنون والمحبة، وكأنها تُحاول أن تُحاكي قلب كل قارىء بجملة، بكلمة، تُلامس قلبه ووجدانه أو رُبما تُنير بصيرته وتكشف عن حقيقة تود الكاتبة مُشاركتها للوصول الى عقله فيعي ويفهم